من هو المسيح؟

تعرض المذاهب والأديان في أيامنا هذه تعاليمها وسير مؤسسيها عن طريق الكتب، ومن خلال الإنترنت، إذ تحاول أن تظهر مبادئها بألوان بارزة، ودعايات مثيرة. يقف ابن مريم أمام هذه الدعايات دون أن يرغم الآخرين على إبراز خِصَاله، فهو يُعرّف نفسه ويُظهرها لمن يرغب في معرفته. يرد لقب "المسيح" 569 مرة في العهد الجديد، وقد عبر عن نفسه عندما قال: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ  الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاقِ ولِلْعُمْيِ بِا لْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ" (لوقا4: 18-19). كشف المسيح عن هويته باستخدام هذه النبوة التي صدرت قبل 700 سنة من ولادته (إشعياء24: 7-8).

 كان روح الرب  ساكنا  في  المسيح  منذ الأزل. وَوَلد ابن مريم من روح الرب وعاش بدون خطيئة طاهرا قدوسا. أرسل الله ملء روحه القدوس تجهيزا لخدمته حتى يعمل في انسجام كامل وتام مع المولود من الروح. شهد المسيح بأنه "الممسوح بروح الرب". مُسِحَ في العهد القديم الملوك، ورؤساء الكهنة، وبعض الأنبياء بزيت القداسة رمزا لتجهيزهم بقوة الله وحكمته، للقيام بواجباتهم الفائقة. وبما أن المولود من روح الله مُسِحَ أيضا بالروح القدس لذلك عيّنه الوحي "ملك الملوك، ورئيس الكهنة، والوسيط بين الله والناس، وكلمة الله المتجسد". ليس لقب"المسيح" اسم ابن مريم الشخصي، بل لقبه لوظيفته المعينة والمرسومة من قبل الله. كان لإرسال المسيح وتجهيزه بقوة الله ومحبته  هدف خاص: ليبشر المساكين، ويقدم لهم بشرى الخلاص لنجاتهم من غضب الله، وتعزيتهم في يوم الدين. لم يَختر الله العظماء، والأغنياء، والأذكياء، والعلماء أو الوجهاء، لكنه التفت في محبته إلى الصغار، الفاشلين، الخطاة، الضعفاء، المساكين، إلى الذين يحتاجون إلى عونه. أرسل القدير مسيحه الممسوح إلى البؤساء والمنبوذين من المجتمع، ليهبهم الرجاء، والقوة، والحياة الأبدية بحلول الروح القدس فيهم.

 

سمّى المسيح رسالته "الإنجيل" أي الخبر  السار

 والمثير على أرفع مستوى، ليشترك الجميع في بشرى السماء. تغلب محبة الله بُغض العالم، ويطرد المسيح الكذب، والحيلة، والخدعة. وينتصر الروح القدس على النجاسة والدعارة. وتحل حياة الله في المكرسين لخدمة كلمته. إن الإنجيل هو عطية الله. من لا يقرأ ولا يقبل هذا العرض من المسيح، يبقى مسكينا، ويائسا، وبدون اتصال بالله الحي. أعلن المسيح أنه رسول الله إلى منكسري القلوب بسبب همومهم وخطاياهم. وكذلك يفتح المسيح أعين العمي، ويحرر المقيدين بذنوبهم تحت سلطة الشيطان، ويقيم الخطاة الذين ماتوا روحيا بسبب خطاياهم، ويحييهم في حياة الطهارة، والاستقامة. لم يُعَلم المسيح كلمات فارغة، بل عمل وعاش ما قاله. من يقرأ معجزاته سواء في الإنجيل أو القرآن يدرك بأن ابن مريم هو مسيح الله الحق، الممسوح بقدرة محبته. فهو ليس بميت الآن، بل مازال حيا، وتعمل محبته في أتباعه ويتحقق سلطانه الروحي بهم. لم يكن المسيح أنانيا، إذ لم يتمسك بمَسْحَة الروح القدس وبقوته الإلهية لنفسه وحده، بل عزم على أن يهبهما للمساكين المشتاقين إلى سلام الله في قلوبهم، لكي يصبحوا هم أيضا ممسوحين بروح النعمة، ويمتلؤا  بمحبة الله. اسأل نفسك: هل تظلُ إنسانا فاسدا مقيدا بالخطايا، أم تتمنى أن المسيح يطهرك و يبررك و يمسحك بروحه القدوس؟ قد قال:"َمَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لا أُخْرِجْهُ خَارِجاً"(يوحنا6: 37). ومن يؤمن بي فيحيا إلى الأبد (يوحنا6: 35، 47؛ 8: 12؛ 10: 27-28؛ 11 :25-26). ومن يثق بي أسكن فيه. أيها القارئ العزيز: إن أدركت عمق هذه الوعود الإلهية افتح قلبك للممسوح من الله ليمسحك أيضا بمسحة روحه القدوس.

أعلن المسيح سرّ هذه المسحة، أنها المدخل لسنة الرب المقبولة. نقرا في شريعة موسى أن بعد خمسين سنة يتحرر كل العبيد، وترجع الأملاك إلى أصحابها الأصليين (اللاويين25: 10). هكذا بالمعنى الروحي، يريد المسيح أن يحرر العبيد المقيدين من نجاساتهم، وأكاذيبهم، وآثامهم، ويُرجعهم إلى الله منتظرهم. إن للمسيح الحق والقدرة على هذا التحرير، بفضل نيابته وكفارته عنهم. كان الله، من قبل، يعطي الشريعة لموسى، ولكن النعمة والحق بالمسيح صارا (يوحنا 1: 17). فمن الوقت الذي كفر فيه المسيح عن الخطاة، يحق لهم الرجوع إلى الله، دون أي حاجز أو عائق. ولن يجد الذين رجعوا إلى المسيح في يوم الدين ديانا أبديا، إنما سيظهر الله لهم كآب حنون يترقبهم ويستقبلهم بفرح وسعادة.

كيف عَرفتُ المسيح؟

كنت أعيش أسيرا للخطيئة وعبدا لشهوات الجسد، وأبحث دائما عن شيء يسدّ حاجات الجسد ويشعره بالراحة والسعادة، ويملأ القلب محبة، لكن دون جدوى. كنت أعيش لحظات الفرح في المناسبات السعيدة فقط، ولكن سرعان ما تزول هذه اللحظات المفرحة، ليعود الشعور بالفراغ. استمررت على هذا الحال، إلى أن سمعت عن المسيح يسوع المخلص، الذي يخلص من المتاعب. وبدأت أبحث عنه، وحدثني صديقي عن عَمَل ابن مريم تجاه الإنسان والبشرية جمعاء، وماذا يقدر أن يغير في مجريات الحياة. مات المسيح من أجلي، كي يَهبَنِي الحياة الأبدية، لأعيش حياة الفرح والسعادة الدائمة. ولأنال السعادة، يجب أن أسلمه قلبي ليُدخِل فيه المحبة والسرور. وبعد أن قررت أن أصلي وأطلب من المسيح ابن مريم أن يدخل إلى حياتي ليمتلكها، دخل بالحقيقة، وبدأ عمله الخلاصي. فأعيش اليوم حياة الفرح والسعادة الدائمة، ولا أشعر بالخوف والقلق، لأنه هو يهتمّ بي ويسدد احتياجاتي. فأدعوك أيها القارئ، أن تحظو هذه الخطوة، وتطلب من المسيح أن يدخل إلى قلبك،  لتنال الحياة السعيدة والفرح الدائم.

شاب من الاردن

 

الصلاة

أيها الرحمان الرحيم، أنت الآب الروحي لكل التائبين. نشكرك لأنك أرسلت المسيح الممسوح بالروح القدس إلى عالمنا النجس. لسنا مستحقين أن نستلم هذا الروح الطاهر، لأننا خطاة. لكنك اخترت المساكين بالروح لأجل المسيح، وقبلت كفارته الفعلية. لذلك أسجد لك, وألتمس منك مسحة نفسي بروحك القدوس، لأتغير وأصبح متواضعا وطاهرا وأبديا ورحيما كما أن المسيح ممتلئ المحبة والقداسة. آمين.

 

هل تريد أن تعرف المسيح أكثر؟

نحن مستعدون أن نرسل لك إنجيل المسيح مع تأملات وصلوات مجانا، إن عزمت وقررت أن تقرأه مصليا وتطلبها منا، لتنال السعادة.

 

وزع بشرى المسيح في محيطكَ

إن حصلت على قبس من سرّ المسيح  ومن مسحته الروحية، فسلم هذا المنشور إلى أصدقائك  ونحن مستعدون أن نرسل لك كمية محدودة من هذه النبذة إن عزمت على أن توزعها مصليا لأجل الذين يستلموها.

نحن في انتظار رسالتك، وإن كتبت لنا فلا تنس أن تدون عنوانك الكامل وبخط واضح لتصلك رسائلنا.

الحياة الفضلى

ص ب 226- مزرعة يشوع - المتن - لبنان

E-mail: family@hayatfudla.org

www.hayatfudla.org